20120408

:: كثيرون يستخدمون الإسلام ، وقليل يخدمونه ::


 مقالتي في صحيفة تبوك 


بعد الثورات العربية أو كما يسمي بالربيع العربي استحوذت الأحزاب الإسلامية على المشهد السياسي بمصر و المغرب و تونس وأصبحت هذي الأحزاب هي من تملك زمام السلطة والغريب إن جميع الثورات التي قامت لم تكن من أسباب قيامها تكوين حكومة إسلامية بل كان الاستبداد و القمع و البطالة و الفساد المالي و السياسي هي الأسباب الرئيسية لهذي الثورات التي قطف ثمارها الأحزاب الإسلامية الأخوان و السلفيين بمصر حزب النهضة بتونس وحزب العدالة والتنمية بقيادة بن كيران بالمغرب، ( في حملة بن كيران الانتخابية زوجته تقول اطمئنوا يا نساء المغرب زوجي نعم إسلامي ولكن لا يري تعدد الزوجات و سيمنع التعدد بالمغرب!عجباَ يأخذون من الدين ما يريدون ويغيبون ما يريدون )

أتمني من هذي الأحزاب إن يفيدوا البلاد و العباد و لا يكون الدين وسيله للوصول للسلط و أتمني إن يحذو حذو حزب العدالة و التنمية في تركيا فهذا الحزب هو الوجه المشرق لتركيا نعم حزب العدالة و التنمية ذو مرجعية أسلامية و لكن لم يستخدم الإسلام وسيلة للوصول للسلطة ولم يلعب على وتر الدين و وتر العاطفة الدينية بل اهتم بتنمية و التطوير و الإصلاح و بناء الإنسان بعيداً عن أي عاطفة دينية أو قومية وخير دليل على ذلك شعار الحزب .

و بهذي الأيام و بوصول الأحزاب الإسلامية إلي السلطة ( أنا ضد تسمية حزب إسلامي لان الإسلام للجميع وليس للحزب  معين ولكن للأسف هذا المتعارف عليه) ، تذكرت المناضل البوسني الهارب إلي الحرية الرئيس البوسني الراحل علي عزت بيغوفيتش فهذا الرجل رمز للنضال و الكفاح و رمز للقيادي الإسلامي قاد بلاده في أحنك الظروف وأصعبها واستطاع إن يحصل على الاستقلال للشعبة من الصرب علي عزت بيغوفيتش أول رئيس لجمهورية البوسنة والهرسك بعد انتهاء حرب الإبادة التي شنَّها الصرب الصليبيون على مسلمي البوسنة بهدف إبادتهم في بداية التسعينات الميلادية ، بداية علي عزت بيغوفيتش السياسية كانت في قيادة حزب إسلامي في يوغسلافيا و سجن بسبب هذا الحزب ثلاث سنوات من قبل الشيوعيين الذين كانوا يحكمون يوغسلافيا حينها و عاد إلى السجن مره أخري و لمدة أطول استمرت ثلاثة عشر عاماً و السبب تأليفه كتاب ( الإعلان الإسلامي ) الذي دعا فيه إلى إقامة نظام إسلامي يتضمن وحدة الدين والقانون، ووحدة التربية والقوة ، ووحدة المثل العليا والمصالح، ووحدة المجتمع .

قاد بيغوفيتش مع شعب البوسنة مقاومة عنيفة وشجاعة ضد الاجتياح الصربي للبوسنة والتي تعرض فيها المسلمون إلى مجازر ومذابح لم يحدث مثلها في التاريخ مثل مذبحة سيربنشيا

وعلى المستوى السياسي قاد مفاوضات مضنية وعصيبة مع الغرب لأجل الحفاظ على حقوق البوسنة كدولة حرة .. حتى تم ذلك (باتفاقية دايتون ) و تسلم بيغوفيتش رئاسة جمهورية البوسنة والهرسك من عام 1990م إلى 1996م، وأصبح عضوًا  في مجلس الرئاسة البوسني من 1996م إلى 2000م توفي في 19 أكتوبر 2003م عن عمر ناهز 78 عامًا، ودُفن في سراييفو عاصمة البوسنة والهرسك. ولم ينسي علي عزت كل من ساهم بتحرير البوسنة من المجاهدين العرب فقد أمر إن يعطي كل مجاهد عربي الجنسية البوسنية و قطعة ارض تقديرا لجهودهم بتحرير البوسنة.

يقول علي عزت بيغوفيتش :

" نحن نريد بناء دولة ديمقراطية يتم فيها الحفاظ على حقوق الإنسان وحرية الأديان ، نحن لا نريد إنشاء دولة إسلامية بالبوسنة لأن ذلك غير ممكن ، ففي البوسنة تعيش أديان أخرى لهم حرية الاعتقادات الدينية ، لكننا لن نسمح بأن يمنعنا أحد من إظهار ديننا وشعائرنا الدينية ، ونحن لا نجبر أحدا ولا نمنع أحدا ، فالكل حرية الاعتقاد و هذه هي نقاوة الإسلام "ولكن لا يمكن الحديث عن البوسنة و الهرسك و لا نذكر الملك فهد بن عبدالعزيز يرحمه الله الذي كان السند و الداعم للشعب البوسني والان الملك عبد الله على خطاه سند حقيقي لجميع المسلمين

رحم الله فهد و حفظ عبدالله .. فعلاَ بكم نفخر
 بالختام لو ( لو ) مجلس الشورى مجلس منتخب كيف سيكون شكل هذا المجلس برأي سيكون مجلس الشيوخ خليط من شيوخ القبائل و شيوخ الدين فالعاطفة الدينية و النزعة القبلية بمجتمعنا تفوق كل اعتبار و تعمي إبصارنا عن عيوب الشخص وانتخابات  المجلس البلدي خير دليل.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق