20100610

&& الأم &&

الأم ..
هي نبـع الحنان ، هـي الرحمـة المهـداة مـن الله تعالـى
...............................
.................................
تـركـتني هـاهنا بـين الـعذاب ومـضت، ياطول حزني واكتئابي
تـركـتني لـلشقا وحـدي هنا واسـتراحت وحـدها بين التراب
مـوتـها كــان مـصابي كله وحـياتي بـعدها فـوق مصابي
آه "يـا أمـي" وأشـواك الأسي تـلهب الأوجـاع في قلبي المذاب
فـيك ودعـت شـبابي والصبا وانـطوت خلفي حلاوات التصابي
كـيـف أنـساك وذكـراك على سـفر آيـاتي كـتاب فـي كتاب
إن ذكــراك ورائــي وجـهتي حـيث مـجيئي و ذهابي
كــم تـذكـرت يـديك وهما فـي يـدي أو في طعامي وشرابي
كــان يـضـنيك نـحولي و إذا مـسـني الـبرد فـزنداك ثيابي
وإذا أبـكـاني الـجـوع ولم تـملكي شـيئاً سوى الوعد الكذب
هـدهـدت كـفاك رأسـي مـثلما هـدهد الـفجر ريـاحين الروابي

هـا أنـا يـا أمـي الـيوم فتى طـائر الـصيت بعيد في الشهاب
أمــلأ الـتاريخ لـحناً وصدى وتـغني فـي ربـا الـخلد ربابي

فـاسمعي يـا أم صوتي وارقصي مـن وراء الـقبر كالحور كعاب
هــا أنـا يـا أم أرثـيك وفي شـجو هذا الشعر شجوي وانتحابي
** للشاعرعبد الله البردوني
.....................................
....................................
أحنُّ إلى خبز أمي
و قهوة أمي
و لمسة أمي ..
و تكبر فيًّ الطفولةُ
يوماً على صدر يومِ
و أعشق عمري لأني
إذا مُتُّ،
أخجل من دمع أُمي!
خذيني، إذا عدتُ يوماً
وشاحاً لهُدبِكْ
و غطي عظامي بعشب
تعمَّد من طهر كعبك
و شُدي وثاقي..
بخصلة شَعر..
بخيط يلِّح في ذيل ثوبك..
عساني أصير إلهاً
إلهاً أصير..
إذا ما لمستُ قرارة قلبك!
ضعيني، إذا ما رجعتُ
وقوداً بتنور ناركْ..
و حبل غسيل على سطح دارك
لأني فقدت الوقوفَ
بدون صلاة نهارك
هَرِمتُ، فردُّي نجوم الطفولة
حتى أشارك
صغار العصافير
درب الرجوع..
لعُشِّ انتظارِك!
أحنُّ إلى خبز أمي
و قهوة أمي
و لمسة أمي ..
و تكبر فيًّ الطفولةُ
يوماً على صدر يومِ
و أعشق عمري لأني
إذا مُتُّ،
أخجل من دمع أُمي!
خذيني، إذا عدتُ يوماً
وشاحاً لهُدبِكْ
و غطي عظامي بعشب
تعمَّد من طهر كعبك
و شُدي وثاقي..
بخصلة شَعر..
بخيط يلِّح في ذيل ثوبك..
عساني أصير إلهاً
إلهاً أصير..
إذا ما لمستُ قرارة قلبك!
ضعيني، إذا ما رجعتُ
وقوداً بتنور ناركْ..
و حبل غسيل على سطح دارك
لأني فقدت الوقوفَ
بدون صلاة نهارك
هَرِمتُ، فردُّي نجوم الطفولة
حتى أشارك
صغار العصافير
درب الرجوع..
لعُشِّ انتظارِك!
** محمود درويش
...............................
................................

عندما كانتْ بيروتُ تموتُ بينَ ذِراعَيَّ

كسَمَكَةٍ اختَرَقَها رِمحْ

جَاءَني هاتفٌ مِن دِمَشقَ يقولْ:

"أمُّكَ ماتَتْ".

لم أستوعبِ الكلماتِ في البدايَهْ

لم أستوعبْ كيفَ يمكنُ أنْ يموتَ السمَكُ كُلُّهُ في وقتٍ واحدْ ..

كانتْ هناكَ مدينةٌ حبيبةٌ تموتْ .. إسمُها بيروتْ

وكانتْ هناكَ أمٌّ مُدهِشَةٌ تَموتْ .. إسمُها فائزَة ..

وكانَ قَدَري أن أخرُجَ من موتٍ ..

لأدخُلَ في موتٍ آخَرْ ..

كانَ قَدَري أن أُسافِرَ بينَ مَوتَيْنْ ...


** نزار قباني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق