20110208

:: عيونِك شوكةٌ في القلب ::



عيونِك شوكةٌ في القلب
توجعني ... وأعبدُها
وأحميها من الريحِ
وأُغمدها وراء الليل والأوجاع ... أغمدها
فيشعل جُرحُها ضوءَ المصابيحِ
ويجعل حاضري غدُها
أعزَّ عليَّ من روحي
وأنسى، بعد حينٍ، في لقاء العين بالعينِ
بأنّا مرة كنّا، وراءَ الباب، أثنين !

كلامُكِ .. كان أغنيهْ
وكنت أُحاول الإنشاد
ولكنَّ الشقاء أحاط بالشفة الربيعيَّة
كلامك، كالسنونو، طار من بيتي
فهاجر باب منزلنا، وعتبتنا الخريفيَّه
وراءك ، حيث شاء الشوقُ..
وانكسرت مرايانا
فصار الحزن ألفينِ
ولملمنا شظايا الصوت ..
لم نتقن سوى مرثيَّة الوطنِ !
سنزرعها معاً في صدر جيتارِ
وفق سطوح نكبتنا، سنعرفها
لأقمارٍ مشوَّهةٍٍ .. وأحجارِ

وأُقسم :
من رموش العين سوف أُخيط منديلا
وأنقش فوقه شعراً لعينيكِِ
وإسماً حين أسقيه فؤاداً ذاب ترتيلا ..

يمدُّ عرائش الأيكِ ..
فتحتُ الباب والشباك في ليل الأعاصيرِ
على قمرٍ تصلَّب في ليالينا
وقلتُ لليلتي: دوري!
وراء الليل والسور ِ..
فلي وعد مع الكلمات والنورِ.
وأنتِ حديقتي العذراءُ ..
ما دامت أغانينا
خُذينيَ تحت عينيكِ
خذيني، أينما كنتِ
خذيني، كيفما كنتِ
أردِّ إليَّ لون الوجه والبدنِ
وضوء القلب والعينِ
وملح الخبز واللحنِ
وطعم الأرضِ والوطنِ !
خُذيني تحت عينيكِ
خذيني لوحة زيتيَّةً في كوخ حسراتِ
خذيني آيةً من سفر مأساتي
حملتُك في دفاتريَ القديمةِ
نار أشعاري
حملتُك زادَ أسفاري
من البرق الذي صكَّته أُغنيتي على الصوَّانْ
أنا زينُ الشباب، وفارس الفرسانْ

** محمود درويش

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق