20100520

:: الاندلس بعيون .. عمر ابو ريشة و نزار قباني ::

الاندلس بعيون عملاقة الشعر العربي الحديث .. عمر ابو ريشة و نزار قباني
فكل شاعر وصف الاندلس و جمال الاندلس على طريقته
ابوريشة بقصيدة (في طائرة )
و نزار بقصيدة (غرناطة )
و القاسم المشترك بين الاثنين ان كليهما عاش بالاندلس لفترة من الزمن .
*** عمر ابو ريشة .. في طائرة
وثبتْ تستقرب النجم مجالا .. وتهادتْ تسحب الذيل اختيالا
وحيالي غادةٌ تلعب في .. شعرها المائجِ غنجاً ودلالا
طلعةٌ ريَّا ، وشيءٌ باهرٌ ..أجمالُ ؟ جلَّ أن يُسمى جمالا
فتبسمتُ لها ، فابتسمت .. وأجالت فيَّ ألحاظاً كسالى
وتجاذبنا الأحاديث فما .. انخفظت حساً ولا سفتْ خيالا
كل حرفٍ زلَّ عن مرشفها .. نثر الطيب يمينا وشمالا !
قلت يا حسنا ، من أنتِ ومِن .. أي دوحٍ أفرع الغصن وطالا
فرنتْ شامخةً أحسبها .. فوق أنساب البريا تتعالى
وأجابت أنا من أندلسٍ .. جنة الدنيا سهولاً وجبالا
وجدودي ، ألمح الدهر على ..ذكرهم يطوي جناحيه جلالا
بوركتْ صحراؤهم كم زخرتْ .. بالمروءات رياحاً ورمالا
حملوا الشرقَ سناء وسنىً .. وتخطوا ملعبَ الغرب نضالا
فنما المجد على آثارهم .. وتحدى ، بعد ما زالوا ، الزوالا
هؤلاء الصِّيد قومي فانتسبْ ..إن تجد أكرمَ من قومي رجالا
أطرق القلبُ ، وغامت أعيني..برؤاها وتجاهلتُ السؤالا
*** نزار قباني .. غرناطة
في مدخل " الحمراء " كان لقاؤنا : : ما أطيب اللقيا بلا ميعاد
عينان سوداوان في حجريهما : : تتوالد الأبعاد من أبعاد
هل أنت إسبانية؟ ساءلتها : : قالت: وفي غرناطة ميلادي
غرناطة!؟ وصحت قرون سبعة : : في تينك العينين. بعد رقاد
وأمية راياتها مرفوعة : : وجيادها موصولة بجياد
ما أغرب التاريخ كيف أعادني : : لحفيدة سمراء من أحفادي
وجه دمشقي رأيت خلاله : : أجفان بلقيس وجيد سعاد
ورأيت منزلنا القديم وحجرة : : كانت بها أمي تمد وسادي والياسمينة،
رصعت بنجومها : : والبركة الذهبية الإنشاد
ودمشق أين تكون؟ قلت ترينها : : في شعرك المنساب نهر سواد
في وجهك العربي، في الثغر الذي : : ما زال مختزنا شموس بلاديفي طيب " جنات العريف " ومائها : :
في الفل ، في الريحان، في الكباد
سارت معي .. والشعر يلهث خلفها : : كسنابل تركت بغير حصاد
يتألق القرط الطويل بجيدها : : مثل الشموع بليلة الميلاد
ومشيت مثل الطفل خلف دليلتي : : وورائي التاريخ .. كوم رماد
الزخرفات أكاد أسمع نبضها : : والزركشات على السقوف تنادي
قالت : هنا الحمراء .. زهو جدودنا : : فأقرأ على جدرانها أمجادي
أمجادها!! ومسحت جرحا نازفا : : ومسحت جرحا ثانيا بفؤادي
يا ليت وارثتي الجميلة أدركت : : أن الذين عنتهم أجدادي
عانقت فيها عندما ودعتها : : رجلا يسمى " طارق بن زياد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق